تبقى التوازنات بين ٣ أفعال فى حياتنا هى الفارق الذى يحدث فارقا بين النفوس وسبيل التمايز وطريق الترقى.
ا-ما نريد:أفعال توافق هوانا وتتوافق مع ميولنا وتشبع غرائزنا.
مثال عملى١:ما نحب من مهام يومية ووظائف حياتية.
مثال عملى ٢:ما نحب فى أساليب تعامل الآخرين معنا وطرائق تعبيرهم عن مشاعرهم تجاهنا.
مثال عملى٣:ما نرسمه من أهداف تمثل شغفا حقيقيا لنا ونظن فى إنجازها الفائدة الجمة والخير الوفير.
٢-ما نستطيع:رصيد ماضينا من تجارب ناجحة ومخزون حاضرنا من أفعال نواجهها فنتكشف قدرتنا عليها وإلمامنا بها وهما بمثابة الرصيد الاستراتيجى المضمون النتيجة لبناء مستقبلنا.
مثال عملى ١:من يستطيع الإلقاء أمام الآخرين-الترجمة-التحدث بلغة أجنبية-إدارة الضغوط-ترتيب الأفكار وتنظيمها.
مثال عملى ٢:مواطن تخصصنا ودرجاتنا العلمية.
مثال عملى ٣:ما نمارسه من أفعال لا شعورية نظنها بسيطة لكننا فيها نسبق الآخرين ونلخصها فى تاءات ثلاثة:التفكير(تنظيم الأفكار وبنائها وصياغتها وإعادة تنظيمها وبناء التصورات الذهنية البسيطة والعملاقة أو ما يسمى بعمليات الخلق الذهنى mental creation)التعبير(تحويل أفكارنا إلى كلمات وتراكيب وصياغات وأثر ونتيجة ورسائل للعقول ومضامين للقلوب)التدبير(تحويل كلماتنا وأفكارنا إلى سياقات عملية براقة مؤثرة مع اكتمال بازل التصور الذهنى من خلال عمق التجربة وفاعلية التقييم من خلال الميدان والممارسة)وتلك العمليات الثلاثة تحتاج لفحص دورى لاكتشاف كم الأدوات الاستراتيجية التى نمتلكها ولا نشعر وتمثل زادا خصبا لتطوير الفعل وإنماء مجالات الاستطاعة).
٣-ما يجب:الواجب هو الذى لا تقوم(الضرورة)إلا به ومن ثم فسقوط الواجب قد يعنى ضياع الحقوق وتصدر الرويبضة وانهيار المؤسسات وتدهور المشاريع وضبابية الرؤية وتراكم المهام الحيوية واستهلاك الطاقات فى الإتجاه الخاطىء.
مثال عملى١:التوصيف الوظيفى للوظيفة التى تشغلها يجب عليك ملأه بالكلية وإلا فقدت مكانتك.
مثال عملى ٢:متطلبات أى مشروع من فكر وبشر يعتبر من أولى الواجبات حتى لو اضطرنا الأمر لشراء(الفكر)أو استقدام الخبراء من(البشر).
مثال عملى ٣:فى المشاريع الدعوية البسيطة والعملاقة قد يؤدى الرجل الواحد أداء مئة وقد يصل أداؤه إلى توصيفه أنه بأمة(أحمد ياسين أنموذجا).
وللربط العلاقاتى بين ال٣ مسارات فلا بد أن نضع فى اعتباراتنا الإشارات التالية:
١-على سلم الأولويات(ما يجب)يسبق(ما نستطيع)و(ما نستطيع)يسبق(ما نريد).
ومن ثم يأتى وهم(لا بد أن نعمل فيما نحب)فأغلب المحطات الفاصلة فى حياة الإنسان تأتيه فى مناطق(ما يجب)ولكنه (لا يريد)وعلى الضفة المقابلة تفرض نفسها أطروحة (حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب)فكثرة المراس على تطويع الذات لإتقان وسد ثغرة(الواجب)تفتح لنا الآفاق المستقبلية ثغرات(المحبوبات).
٢-توظيف(ما نريد ونحب)كأداة وجدانية لتحفيزنا لأداء(ما يجب) مثال عملى:استخدام المحفزات التى تستهلك مالا ليس بالقليل كالاكسسورات والقرطاسية والحلويات والشيكولاتة والملابس وغيرها كمكافأة نفسية على إنجاز مهم فى حياتنا.
٣-الانسياق المبالغ فيه وراء(ما نريد)يجعلنا أسرى لدى ميولنا ونزاعتنا وغرائزنا مما يأكل جهاز إرادتنا تدريجيا.
٤-يأتى(جهاد النفس)فى مواطن (ما نريد) إما بالترشيد أو التأجيل(حال كونه مباحا)أو بالمنع(حال كونه حراما).ويقول فى شأنه د.سلمان العودة:إذا تحمَّلت في طفولتك وشبابك ما تكره، أدركت بعدها ما تحب ويقول زيج زيجلر فى نفس الشأن:ما يميز بين البشر بعضهم البعض ليس نقص الرغبة إنما نقص الانضباط.
مثال عملى:تجربة قياس القدرة على (تأجيل الإشباع )التى أجروها على أطفال ما دون السابعة فى أحد الجامعات الأمريكية عن طريق وضع قالب من الشيكولاتة للأطفال وإبلاغهم أنه من سينتظر حتى عودة المعلم سيمنح قالبا إضافيا فمنهم مع وجود كاميرات تصوير وسرعان ما انقسم الطلاب إلى ٣فئات:من سارع وإلتهم ما أمامه-من انتظر بعض الوقت ثم انقض على ضحيته-من انتظر. والمثير للدهشة هو تتبع هؤلاء بعد سنوات لنجد الفئة الثالثة دوما فى الصدارة.
٥-أعلى درجات الأداء عندما تتقاطع ٢-٣دوائر مع بعضها البعض شريطة أن منها دوما(ما يجب).
توضيح عملى:أعمال حيوية نريدها ونستطيعها ويجب فعلها تعطى أعلى معدلات أداء فى سابقة أعمالنا. تأتى بعدها تقاطعات(ما يجب)مع(ما نستطيع) ثم تقاطعات (ما يجب)مع(ما نريد) وتأتى فى المؤخرة تقاطعات(ما نريد)مع(ما نستطيع ). (يفيد هذا جداً المدير والقائد فى وضح لائحة مهام المرحلة وصاحب المشروع الحضارى فى ترتيب أولويات الحركة القدرية).
٦-عند التصادم أو الموازنة بين (ما يجب)و(ما نستطيع)و(ما نريد) فيأتى فعل الاختيار وفقا للترتيب الوارد.
مثال عملى ١:عند الآذان ترديده وفى الأسحار الاستغفار فهذه واجبات الزمان حتى لو (أردنا)الاستغفار فى الأولى وذكر بديل فى الثانية.
مثال عملى ٢:عند إشغال وظيفة ما مهنية فعلينا التحرك فيها وفقا لهذا الترتيب الثلاثى.
للاستزادة :
١-الإنسان كلا أو عدلا-جودت سعيد-دار الفكر المعاصر ببيروت.
٢-التربية والتجديد وتنمية الفاعلية عند المسلم المعاصر-د.ماجد عرسان الكيلانى-الريان/بيروت.
٣-كيف تنجح مبادرتك؟-م.هانى المنيعى ورفيقه.
٤-قوة العزيمة-واين داير-جرير ودورة مشاهدة على اليوتيوب.
٥-الأسس النفسية لتنمية الشخصية الإيجابية للمسلم المعاصر-ا.د.طريف شوقى وآخرون-المعهد العالمى للفكر الإسلامى.
٦-ابن زمانه-ا.د.عبد الكريم بكار-دار السلام.
٧-جهاد النفس-د.محمد نعيم ياسين.
٨-أنا وأخواتها-د.سلمان العودة-طريق الإسلام.
٩-النفس فى تحريكها للحياة-محمد أحمد الراشد-بن حزم بالتعاون مع دار الأمة.
١٠-التحفيز الذاتى-١٠ عوامل لشحنة تنبع من ذواتنا-د.الباهى جاد-قناة اليوتيوب SMART TRAINERS.
١١-إرادة الإبداع وإبداع الإرادة-د.الباهى جاد-شبكة المؤسسات التربوية بلبنان بالتعاون مع المركز اللبناني للتنمية والتطوير.
دمتم فى ترقى ورباط وجهاد ومثابرة.
د.الباهى جاد.
